المغول الجدد
انها بلادنا بلاد العرب, تلك الارض التي لا تكاد تنتهي من احتلال حتى تقع في احتلال غيره,
و لعل أكثر من أمعن في تخريبها و أكثر فيها الفساد في التاريخ هم المغول
تلك القوة الضارية الضاربة,
التي خرجت من أقاصي الدنيا و جاءت الى بلادنا فدمرتها و نهبتها
و أسرت من أسرت و قتلت المدنيين العزل بعد دخولها الى المدن
و لعل أبرز ما حاربت هذه القوة هو العلم فاصطبغ الفرات باللون الازرق بعدما قاموا برمي الكتب في الانهار
كما قاموا بهدم المنازل و قتل النساء و سبيهن و قتلوا الاطفال و الشيوخ
ولم يميزوا بين شاب و كهل و امرأة.
ما أشبه اليوم بالأمس
و ما أشبه اليمن ببلاد ما بين النهرين من حيث الأسى و المعاناة.
جاء المغول من خلف الصحاري و البحار
و جاءت الأنظمة العربية بقرارات غربية.
فها هو علي عبد الله صالح ولا يخفى على أحد كيف قدم كما غيره و استلم زمام الحكم في بلده
و لا أدري أأقول قدموا أم جيء بهم الى كراسي الحكم.
لا يكاد ينقضي يوم الا و نسمع عشرات و عشرات اليمنيين يلقون مصرعهم على أيدي عصابات الأمن اليمني
ذلك أنهم رفضوا نظام الحكم الشمولي و رفضوا أن يكون كرسي الحكم رهينة بيد عائلة معينة أو شخصية معينة
فلم لا؟
لم لا يكون في اليمن ديموقراطية حقيقية؟
و لم لا يكون هناك احترام لحقوق الانسان؟
لم لا يقبل التعبير عن الرأي في كثير من أصقاع الأرض؟
اليمن اليوم ينزف أبناءه
اليمن اليوم يقصف و تهدم جوامعه و تسبى نساؤه و تختطف فتياته
يعتقل أبناؤه و يقتلون سواء في الشوارع أو في المعتقلات.
هناك سؤال يراودني:
لماذا ؟
هل أصبحت المناصب و الألقاب أهم من الأرواح البشرية؟
آلاف اليمنيين قد قتلوا و مثّل بجثثهم, البعض اقتلعت حناجرهم و البعض الآخر نزعت أطرافه عن جسده.
فبالله عليكم من أرحم ؟
المغول أم السفاحين الطغاة الذين هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا؟
أليسوا سواء هم و من جاء على ظهر الدبابات الأمريكية ؟
فكل منهم قام بقتل أشقاءنا و قام بقتل الأطفال و النساء.
كل منهم تآمر على شعبه و ادعى أنها مؤامرة جاءت من الخارج.
كل منهم استخدم النساء كدروع بشرية ووضعها في مقدمة قواته.
ما زال يراوغ و يناور في محاولة منه ليبقى يوماً اضافياً على كرسيه
و ربما يسانده الحظ الذي جاء به الى الكرسي ليورث ابنه زمام الحكم في دولة عربية ترزخ تحت الاحتلال ذي النوع الجديد العجيب.
لماذا تخاف هذه الأنظمة ؟
فيتعلموا مننا نحن السوريين,
لا نفرق بين سوري و آخر مهما كان انتماؤه و مهما كان تفكيره و فكره.
لا نميز لا شعباً و لا حكومة بين مواطن و آخر و كلنا سواسية أمام سلطة القانون.
فليكن شعب سوريا كما كان دائماً أنموذجاً و عراباً لباقي الشعوب الأخرى.
فلتكن مقاومتنا للاحتلال مثالاً للجميع, فأي جيش عربي قتل 613 جندياً اسرائيلياً غاشماً
بينما انغمس الجيش الليبي بقيادة القذافي المستبد بقتل الثوار الذين طالبوا بالحرية و الكرامة فقتل منهم الآلاف وشرد عشرات الآلاف.
عاشت سوريا و عاش شعبها حراً مثالاً للرجولة و العزة, مقاوماً لكل احتلال .