أكفِل همي كي يقبع تحت دفئي... يتيم هو الهم، يبيت سائلاً يرتشفه قلبي ولا دراية له بأنه سم ...
يتخلخل بين ثغراتي... فأصبح ممتلئة ... فأنفجر، فأنفجر أسى على حالي...
تتراقص مشاعري خوفاً، تهيج فيهيج معها فكري... وتشب عواصف أفكاري بين مدينة الآهاتِ...
تستنجد نفسي ويتداوى صراخها بين أرجاء الأصداء... فلا يوجد سواك يا صدى...
تحاول أن تبتلع همي لأنك الملتهم، أو تحاول أن تأخذه لأنك المنجد تفكر في سعادتي...
آه آه، لم أجد سوى رجوعك مع همي حيث ارتديتما نحوي...
واحد مقابل صفر، انتصر همي ... فكافأته بيأسي....
ومع حالي...
سكونْ ... تاليه جمود ... ألم يسكنه كلل ... نور، يَجلده ظلام، فتنزف أشعتها بحثاً عن مُنجد...
ويحه ويحٌ ... ألا وهالات الظلمة... وعتمات الوحدة اجتاحت أشعة النور...
تغطيها... سكون... فإذا بي أستنشق اليأس، وأرى مقلتي في مرآة أنسي...
وأفرغ دمعي... يا حرقة قلبي، لا تؤججي لهبك نحوي، ماذا بي...!
حرقتني وحرقتي إحساسي... لا، بل أصبحت كاللهب المشتعل، يهم إلى صفحات السعادة، فليتهمها...
ويبقى رماد الشجن يسكن قلبي... ويصبغ وجهي بمساحيق الآهات...
دفَنت وجهي في حفرة العتم... سحرت نفسي بتعويذة العدم... لا يرفعه سوى تصبيرة الردى...
عشقتك يا موتي بعدما أدركت أن دنياي سراب لا يطفؤه سواك...
أشق نفسي بحثاً عنك... أزور مقبرة همي انتظاراً... انتظرك مسلمة حالي لك...
سكون... تاليه جمود... مَوت...!
حسناً، والآن يا صخب حالي... اطربني ببعض المزحاتِ... حررني من أساور يدك... اقلب مزاجي من الأسوء، إلى الأسوء، فالأسوء...
إلى الراحة، فالراحة، والراحة، أقصى راحة...
حالي... إني أطاردك في ليلة أحاول فيها أن أفك قيدي... فلربما أجدك بين مفترق الطرق... طريق جنوني، و طريق أشواكي...
أين أنت... هرب حالي، وتركني أفتش بين أهوالي، فما وجدت سوى فراغي... إلى اللقاء يا حالي...